الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة في مساء قرطاجني : للوطن .. للحب والسلام والجمال.. فايا يونان تكسب الرهان

نشر في  20 جويلية 2019  (18:27)

 "عم ناديك اسمعني، عم حاكيك افهمني، واذا موش قادر تفهمني بلكي منحكي موسيقى"، ولأنها تعشق الموسيقى حكت ابنة حلب الشهباء فايا يونان في مساء قرطاجني موسيقى، وغرّدت بصوتها العذب للحب والسلام والجمال، وبثت الفرح الممزوج بالوجع، وجع الوطن والحبيب، فلامس صوتها أرواح الحاضرين قبل أن يصل آذانهم في حفل كان عنوانه الرئيسي البساطة صوتا وحضورا ..

برفقة عدد ضئيل من العازفين ودون تكلف أطلت ابنة حلب الشهباء بجمالها الهادئ وفستانها البسيط على جمهور قرطاج في سهرة الخميس 18 جويلية وغنت على مدار ساعتين باحساس "فيروز" واندفاع "جوليا بطرس" العديد من أغانيها القديمة والجديدة وقدمت باقة موسيقية راوحت بين أنغام الحب وصوت الوطن .

 

ساعتان من الزمن رحل خلالهما جمهور الدورة 55 من مهرجان قرطاج الدولي، الى سوريا وفلسطين ولبنان وكل البلدان التي دمرتها الحروب وأرهقها الارهاب . وبتواضع يفوق سحر جمال الفنانة السورية السويدية، غازلت فايا جمهور قرطاج بمشموها الذي لم يفارق أناملها طيلة السهرة، وبكلمات محمود درويش خاطبته قائلة "كيف نشفى من حب تونس "، وبذكاء شديد تمكنت "فيروز الصغيرة" كما يلقبونها من كسب ود الجمهور التونسي، وكيف لا تفعل وهي التي غنت له "الفن الفن.. عمري للفن" لمحمد الجموسي و"ريتك ما نعرف وين" للطفي بوشناق، ومازحته بعبارات تونسية، قبل أن تدعو الفنان ياسر الجرادي ليشدو معها على آلته الموسيقية " نرجعلك ديما .. ديما" فايا يونان ابنة ال27 ربيعا، المحملة بوجع وطنها التي ما انفكت ترسم جراح سوريا حيثما حلّت، ولئن دفعتها الصدفة الى عالم الفن منذ سنوات قليلة، فانها تمكنت من جعل الجمهور يحفظ أغانيها ويردّدها معها باتقان شديد، رغم اعتمادها على اللغة العربية في جل اغانيها .

ابنة حلب تغنت بالوطن، في "أحبّ يديك" التي تقول "أحب يديك.. أحب يديك وأكثر أكثر.. أحب بلادي"، ولأنها واثقة من العودة يوما الى الديار ردّدت :"عيناك حلمي الذي سيكون..يداك تلوح إلى العائدين وتحمل خبزا إلى الجائعين"، وغنت أيضا لبغداد بطلب من الجمهور، وحيّت فلسطين ولبنان، وأهدت دمشق أغنية جديدة تقول " مازلت أجمل ولم يزل بردا في القلب شريانا"، كما لم يفت "فراشة المسارح" أن تخاطب الحبيب في "حب الأقوياء" قائلة " تعلم معي أن تكون قويا، فقد خلق الحب للأقوياء" وشدت ب "يا قاتلي" و "بيناتنا مواعيد " و"كيفنا اثنيناتنا و"غنّي إذا أنت غنّي" و "يمكن نسي " و "عيناك " و "مرة طرب مرة سجع " و"صاير حلو ها الشارع الي قبالنا ".

ورغم محدودية مساحة صوتها لم تتردد فايا في أداء قصيدة للشاعر أبو فراس الحمداني التي تقول " فليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والأنام غضاب. ختاما لا بد من القول ان ما تقدمه "الحلبية" ابنة سوريا فايا يونان يصح وصفه بالسهل الممتنع فهي تمتلك صوتا ملائكيا وان لم يكن قويا فهو يخترق الأرواح ليرسم دمعة وابتسامة ..

سناء الماجري